العطور Perfume وتاريخها ، تعالو نعرف العطور وتاريخها واصلها بقلمfareed 15 أكتوبر، 2020 ما السبب فى أن هذه الزجاجة من العطر Perfume قد تساوى بضعة جنيهات قليله ، بينما تساوى غيرها وهى فى نفس الحجم أو أقل الاف الجنيهات ، يتوقف جواب ذلك على نوع المكونات التى تستخدم فى صنع العطور المختلفة ، وتستخدم أكثر من مائة مادة خام ، أزهار ، ثمار ، حزازات Mosses ، قلف Bark غدد حيوانات Glands ، ومواد كيماوية فى صنع العطور ، وقد يحتوى العطر الواحد على 50 مادة مختلفه إن عاصمة العالم لصناعة العطور ، مدينة صغيرة تدعى جراس Grasse ، بمقاطعة بروفانس Provence فى جنوب فرنسا ، وتمتد الحقول حولها أميالا ، وهى مفطاة بالزهور ، منها الافندر Lavender والياسمينJasmin وزهرة البرتقال Orange Blossom ، وتقطف الأزهار ، وأحيانا الأوراق ، وتنقل الى المصانع فى جراس ، يحث تجرى عليها عمليات إستخلاص الزيوت ، التى تعطى الأزهار رائحتها المميزة . إستخلاص العطور :- تعد هذه العمليات شديدة التعقيد ، ومن أسباب ذلك ، أن الزيوت العطرة ، توجد فى أجزاء مختلفة من النبات فى بتلات القرنفل Carnation ، والهياسنت Hyacinth ، والورد Rose ، والزنبق Tuberose ، وفى أزهار وأوراق الافندر ، والبنفسج Violet ، وفى خشب الأرز Cedar ، وفى جذور الأيرس Iris ، وفى ثمار أشجار الموالح ولعدة سنوات طويلة ، كانت الطريقة الأساسية لإستخلاص العطور ، هى إمتصاص العطر بالدهون Enfleurage وتستخدم هذه الطريقة حاليا ، بشكل أساسى ، فى إستخلاص العطر من الياسمين والزنابق ، وذلك بتغطية ألواح زجاجية بدهن البقر والخنازير ، ثم تنثر عليها بتلات الأزهار خفيفا ، وتكوم البتلات فوق بعضها بعضا ، وتترك حتى يمتص الدهن الزيت منها ، ويختلف الوقت الذى تستغرقه العملية ، بإختلاف الأزهار ، فيستغرق بعضها 24 ساعة ، بينما يتطلب بعضها الآخر أكثر من ذلك ، وبعد ذلك توضع بتلات جديدة على الألواح ، وتتكرر العملية حتى يشبع الدهن بالعطر ، ثم يعالج الدهن بالكحول ، الذى يأخذ خلاصة العطر Essence ، وفى بعض الاحيان تغمس البتلات فى الدهن أو الزيت الحار ، وتعرف هذه الطريقة باسم التطرية بالنقع Maceration ، وأكثر طرق الإستخلاص إنتشارا ، هى إستخدام المذيبات الطيارة Volatile Solvents ، وتستخدم فى استخلاص العطر من جميع الأزهار تقريبا ، ومن كثير من الخزازيات والقلف ، فتوضع الأزهار ، أو القلف ، أو غيرها ، فى مجموعة من الغرف المحكمه ، ويمر عليها أثير البترول Petroleum Ether النقى جدا ، وبمروره فى الغرفة الأخيره ، يجمع هذا المذيب ويقطر Distilled ، مخلفا وراءه العطر ، وشمع النبات ، اللذين يسميان معا Concrete ، ويرج الكونكريت بعد ذلك مع الكحول النقى مدة 24 ساعة ، فينفصل الكحول ، ومعه العطر عن الشمع ، ويقطران ، فينفصل الكحول مخلفا وراءه زيت الأزهار الخالص Absolute Flower Oil ، ويكون زيت الأزهار هذا ، هو أثمن مادة خام فى صناعة العطور ، وتستخدم الزيوت الموجودة فى قشور ثمار الموالح ، فى صناعة العطور ، فمثلا ، يستخدم زيت البرجموت Bergamot فى صناعة ماء الكولونيا Eau de Cologne ويستخلص زيتها بالعصر Expression ، فتقطع الثمار ، ويزال لبها ، وتنقع القشور فى الماء ، وتصفى ، ثم تضغط على إسفنج يمتص الزيت ، بعد ذلك تعصر قطع الأسفنج ويجمع الزيت فى زجاجات ، وتترك حتى ينفصل عنه مايكون قد اختلط به من العصير ، ويرسب فى القاع ، ويرشح الزيت بعد ذلك ، وقد تستخدم الآلات أحيانا فى عصر الثمار ، ويفصل الزيت من العصير الناتج ، بواسطة آلة تشبه آله فرز اللبن Milk Separator ، وهناك طريقة أخرى لأستخلاص العطر ، وهى طريقة التقطير Distillation ، وفيها تغلى الأزهار فى الماء ، أو يمرر عليها تيار من البخار ، وفى كلتا الحالتين ، يمر البخار المحمل بدقائق صغيرة من الزيت ، خلال مكثف Condenser ، ويرسب الماء المكثف فى القاع ، بينما يطفو الزيت على السطح ، وأحيانا يبقى بعض الزيت ذائبا فى الماء الذى يباع بعدئذ ، كما هى الحال فى ماء الورد Rose water ، وماء الزهر Orange flower Water وفى الهند ، يقطر زيت يسمى بالماروزا Palmarosa Oil ، الذى يستخدم فى العطور ، من حشيشة Adropogon schoenanthus ، فى معامل تقطير أقيمت بجانب جداول المياه . التوليف :- إن الزيوت المستخلصة من الأزهار والنباتات ، باهظة الثمن جدا ، لأن مجرد إنتاج زجاجة واحدة من العطر ، يتطلب كميات هائلة من الأزهار ، وقد أدى ذلك إلى استخدام زيوت صناعية فى جميع العطور ، مع إضافة نسبة صغيرة من زيت الأزهار الخالص ، والواقع أن زيوت زنبقة الوادى Lily of the Valley ، والليلاك Lilac ، لايمكن استخلاصها تجاريا ، وتستبدل بها دائما الزيوت الصناعية ، ولقد أصبح فى مقدور الكيماويين ، بعد سنوات من البحث ، إنتاج زيوت صناعية ، مشابهة تماما للزيوت الأصلية ، العطور والمنتجات التى نشتريها تكون عادة مخلوطات من الزيوت الصناعية ، وخلاصات زهرية ، وبلاسم Balsams تعمل على بطىء تبخرها ، وخلاصات حيوانية ، كالمسك Musk تزيد من فترة بقاء العبير ، وعملية توليف Blending المكونات التى تتركز فى باريس ، عملية تحتاج إلى كثير من الحذق الشديد ، وقليل من الناس ، من لهم حاسة الشم الحساسة التى تؤهلهم لذلك ، وقد يتطلب العطر الواحد عدة شهور من التجارب والتوليف . الحيوانات تلعب دورها :- تنتج الحيوانات بعضا من المواد ذات الأهمية الكبيرة فى صنع العطور ، وأهم هذه المواد المسك ، وهو إفراز غدى من ذكر غزال المسك Musk Deer الذى يعيش فى جبال أطلس والهيمالايا ، والعنبر Ambergris مادة تتكون فى أمعاء حوت العنبر Sperm Whale ، ويخرجها من جسمه فتطفو على الماء فى الخليج العربى ، وحول استراليا وتأتى مادى تسمى كاستوريوم Castoreum من القندس Beaver الكندى ، وهناك مادة تعرف بإسم الزباد Civet وهى كريهة الرائحة ، يفرزها قط الزباد ، ورغم ذلك فهى ذات قيمة كبيرة ، إذا خلطت مع مواد أخرى . تاريخ العطور :- ربما كان أول استخدام للعطور فى الطقوس الدينية ، ومما لاشك فيه ، أن قدماء المصريين ، قد صنعوا قرابين من الزيوت العطرية أو المراهم Unguents ، واستخدموا العطور فى تحنيط الموتى ، وفى اليونان ، شاع استخدام العطور بدرجة أنه فى بعض الأحيان ، لم يكن يسمح لغير الحلاقين والنساء بشرائها ، وذلك خوفا من عدم توفرها للأغراض الدينية ، وقد استخدمت الإمبراطورية الرومانية ، كميات خيالية من العطور ، ولم يقتصر النساء على تعطير أنفسهن فقط ، بل كن أيضا يعطرن قرودهن وكلابهن ، وأثناء الولائم ، كانت أسراب الحمام تطلق ، بعد غمس أجنحتها فى العطر الذى كان يتساقط ، منها برفق فوق رؤوس المدعوين ، وفى عهد نيرون ، كان سقف قائمة الدعوات ، يمطر رذاذا من العطور والأزهار ، وفى ذلك الوقت ، كان الشرق أكبر مصدر للعطور ، واستهلك نيرون ، فى جنازة زوجته ، كل ما أمكن إنتاجه من عطر فى الجزيرة العربية فى عشر سنوات ، وقد أدت غزوات البربر إلى توقف استخدام العطور فى أوروبا إلا أن الصلبيين أعادوا جلبها ، إذ أخذوا معهم عند عودتهم ، علبا من المراهم المعطرة لنسائهم ، وقد انتشر استخدام العطور المستوردة من الشرق فى أوروبا كلها ، ولقد قال شكسبير فى رواية ماكبث ، فى القرن السادس عشر فى انجلترا ، لايمكن لكل عطور الجزيرة العربية ، أن تجمل هذه اليد الصغيرة ، ومن سوء الحظ ، أن رجال البلاط كانوا يستخدمون العطور بدلا من الصابون والماء ، وكان بلاط الملك لويس الرابع عشر الفخم ، معروفا بإسم البلاط المعطر ولقد كان البلاط غير صحى بشكل عجيب بالمقاييس الحديثه ، إذ لم تكن لديهم حمامات ، حتى فى قصر فرساى البديع ، ثم اصدر لويس الخامس عشر ، أمر يلزم البلاط باستعمال عطر مختلف كل يوم ، وقد اصبح الأستحمام أكثر شيوعا فى القرن الثامن عشر ، إلا أن استخدام العطور ظل مستمرا بصورة أكبر ، ويقال أن نابليون كان يستهلك نصف جالون من ماء الكولونيا يوميا ، وتزدهر صناعة العطور فى الوقت الحالى ، أكثر من أى وقت مضى ، وكثيرا ماتظهر فى الأسواق عطور جديدة ، ذات أسماء غريبة ، وقد أصبح ما كان يعتبر كماليا للأثرياء ، متعة يستطيع الجميع التمتع بها .